الخميس، 28 مايو 2015

الخميس، 28 مايو 2015

الكمأة ( الفقع ) مكوناتها وفوائدها الطبية

لقد سألني أحد الأصدقاء عن الكمأة وفوائدها ، فرأيت أن أكتب موضوعا عنها ليستفيد منه الجميع ، وليتعرفوا أكثر على هذه النبتة الرائعة .
- أولا ، ماهي الكمأة ؟

هي نبتة فطرية لابذور لها ، وقد عرفت في الجزيرة العربية منذ القدم ، لها عدة أنواع أشهرها الأبيض ويسمى " الزبيدي " والأسمر ويسمى " الخلاسي " ، تتكاثر في المناطق الرملية والتربة الرطبة ، وتخرج في الربيع إذا تهاطلت الأمطار بغزارة ما بين منتصف شهر أكتوبر وأواخر شهر نوفمبر ، حيث تخرج من الأرض بشكل كروي .
والكماة نبتة طرية ، ناعمة الملمس ، طعمها يشبه طعم لحم الكبش إلى حد ما ، تنمو بصفة تلقائية ولاتحتاج إلى زراعة أو سقي ، وقد تحدث عن فوائدها بعض العلماء حيث قال عنها أبو عبيد " المراد بالكمأة أنها كالمن الذي كان يسقط على بني إسرائيل سهلا ، فهكذا الكمأة لامجهود فيها ببذر ولا سقي " ، وقال عنها ابن سينا " الكمأة يخاف منها الفالج والسكتة ، وماؤها يجلي العين ، وهي أصل مستدير لاساق له ولا عرق ، لونه إلى الغبرة كالقطن ، يوجد في الربيع تحت الأرض " ( الفالج هو الشلل النصفي ) .
وقد روى الطبري عن جابر رضي الله عنه قال : كثرت الكماة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فامتنع قوم عن أكلها وقالوا هي جدري الأرض ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال " إن الكماة ليست من جدري الأرض إلا أن الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين " ، وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الكمأة من المن ، ماؤها شفاء للعين والبدن "  

- ثانيا ، المحتويات الكيميائية للكمأة :

أثبتت التحاليل المخبرية أنها تحتوي على 09% بروتينات ، 13% مواد نشوية ، 01% دهون ، 75% ماء ، وفيها من المعادن كما في جسم الإنسان مثل الفوسفور ، الصوديوم ، الكالسيوم والبوتاسيوم ، وهي غنية بفيتامين B .
تحتوي الكماة كذلك على كمية من النيتروجين ، الكربون ، الأكسجين والهيدروجين وهذا ما يجعل تركيبها يشبه تركيب اللحم وطعمها عند طبخها يشبه طعم الكلى ، بالإضافة إلى رائحتها الزكية وطعمها الشهي ما يجعل الكثيرين يقبلون عليها مهما غلا ثمنها .

- ثالثا ، الفوائد الطبية للكمأة :

أجريت دراسة على بعض المصابين بمرض التراخوما في مراحلها المختلفة ، فاستخدم ماء الكمأة في علاج نصف المرضى ، أم النصف الآخر فتم علاجهم بالمضادات الحيوية .
تبين بعد ذلك أن ماء الكمأة أدى إلى نقص كبير في الخلايا اللمفاوية وندرة في تكوين الألياف ، عكس الحالات الأخرى التي تم فيها إستخدام المضادات الحيوية ، من هنا تم إستنتاج أن ماء الكمأة يمنع حدوث التليف في المراحل المختلفة للمرض .
تستعمل أيضا لعلاج هشاشة الأظفار وسرعة تكسرها ، تشقق الشفتين واضطراب الرؤية .

نصائح مهمة : 

- يجب عدم أكل الكمأة نيئة ، وعدم شرب البارد عليها بعد أكلها لما يسببه ذلك من ضرر للمعدة .
- يجب تنظيفها جيدا من التراب قبل إعدادها .
- على المصابين بالحساسية ، الكحة ، الأمراض الجلدية ، عسر الهضم وآفات المعدة والأمعاء الإمتناع نهائيا عن تناولها .

إلى هنا ينتهي موضوعنا عن الكمأة ، أرجوا أن تكونوا قد استفدتم وأخذتم نظرة ولو بسيطة عن هذه النبتة .

جميع الحقوق محفوظة لــ الغذاء الدواء 2017 ©