السبت، 16 مايو 2015

السبت، 16 مايو 2015

الفطر ( Mushroom ) غذاء أقوى من اللحوم

عرف الفطر أو كما يسمى ( عش الغراب ) عند قدماء الصينيين بإسم " إكسير الحياة " وعند الإغريق " غذاء الآلهة " والأوروبيين يدعونه " الطبق الماسي " فهو لم يكن يقدم إلا للنبلاء والأثرياء لما يحتويه على قيمة غذائية عالية جدا تفوق معظم الخضار والفواكه بل وحتى اللحوم ، يوجد منه حوالي 5000 نوع بعضها فقط يصلح للأكل .
ويختلف الفطر عن باقي النباتات بعدم إحتوائه على اليخضور ( Chlorophil ) وهي المادة التي تجعل النبات قادرا على القيام بعملية التركيب الضوئي ( Ph jotosynthesis ) وبالتالي يتمكن من تصنيع غذائه بنفسه إبتداءا من الماء والأملاح التي يمتصها من التربة ، أما الفطر فهو يعتمد على الكائنات الأخرى في تأمين غذائه سواءا كانت حية كالنباتات الخضراء والحيوانات أو ميتة كالمواد العضوية المتحللة .
بناءا على ما سبق ينقسم الفطر إلى ثلاثة أصناف : صنف متطفل يتغذى على الكائنات الحية المختلفة ، وصنف تعايشي يرتبط وجوده بوجود نبات آخر حيث يقدم الفطر الماء والأملاح المعدنية والنيتروجين للنبات ليحصل منه بعد ذلك على المواد العضوية مصنعة وجاهزة ، وهناك صنف آخر يتغذى على المواد العضوية الميتة تنتمي إليه معظم أنواع الفطر الزراعي .

- القيمة الغذائية للفطر :
يتمتع الفطر بقيمة غذائية عالية تفوق تلك الموجودة في اللحوم إلى درجة أن بعض علماء التغذية إعتبروه بمثابة غذاء بديل للحم ، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من البروتينات تصل حتى 40% في حالة جفافه ، كما يتميز عن النباتات الأخرى بنوعية البروتينات التي يحتوي عليها ، ذلك لأن الأحماض الأمينية المكونة لهذه البروتينات مشابهة كثيرا لتلك التي تتكون منها البروتينات الحيوانية الموجودة في اللحوم ، الحليب والبيض .
تتكون بروتينات الفطر من حوالي 20 حمضا أمينيا أهمها : " لوسين ، ثريوبتن ، تريبتوفان ، فالين " هذه الأحماض الأمينية تعد ضرورية لحياة الإنسان ونموه بشكل طبيعي ، وقد أثبتت الدراسات أن بروتينات الفطر تعوض البروتين الحيواني بنسبة تصل إلى 100% ، بينما لاتتجاوز 50% في حالة الحبوب والبقول والخضار والفواكه .
يعتبر الفطر مصدرا جيدا لمجموعة فيتامين B وفيتامينات K , C , E  كما يمتاز عن باقي النباتات بإحتوائه على فيتامين D ، ويحتوي أيضا على الكاروتين وهي المادة الأولية لفيتامين A.
يعتبر كذلك مصدرا مهما للأملاح المعدنية أهمها : البوتاسيوم ، الصوديوم ، الفوسفور ، الكالسيوم ، الحديد والنحاس . إلا أنه يعد فقيرا نسبيا بالكربوهيدرات والمواد الدهنية مقارنة بالنباتات الأخرى لذا فهو غذاء مناسب للمصابين بمرض السكري والذين يعانون من إرتفاع نسبة الكولسترول في الدم .

- الأهمية الطبية للفطر :
يكتسي الفطر أهمية بالغة تتعدى إلى كونه غذاءا متكاملا فقط ، فهو يعتبر بمثابة الدواء أيضا ، لأن محتوياته ضرورية جدا لجسم الإنسان ونقصها يؤدي إلى أمراض مختلفة بعضها يكون خطيرا ويؤدي إلى الوفاة .
فمثلا يحتوي الفطر على مجموعة فيتامين B الذي يؤدي نقصها إلى إلتهاب الشفاه وتشققها ، إلتهابات في الجلد والأغشية المخاطية المبطنة للمعدة والأمعاء ، فقدان الجسم لقدرته على مقاومة الأمراض المختلفة .
يحتوي أيضا على حامض الفوليك الذي يفيد في علاج المصابين بمرض فقر الدم كما أنه ضروري جدا للحوامل ، فنقصه يتسبب في إصابة الجنين بمرض الصلب المشقوق ( Spina Bifida ) .
كذلك يحتوي على الكولين ( Choline ) الذي يمنع تراكم المواد الدهنية في الجسم ونقصه يؤدي إلى نزيف في الكلى وتضخم في الطحال . والفطر يحتوي مواد مضادة للسرطان وتساعد الجسم في الوقاية منه ، فقد توصل العلماء إلى فصل مضاد حيوي يدعى Nablarine من الفطر يستخدم في علاج الأورام السرطانية والوقاية منها ، كما تم إكتشاف مادة مثل الزبد تنبثق من فطر ينمو على جذوع أشجار الصنوبر دائمة الخضرة ، هذه المادة تسمى " التاكسول " وهي قاتلة للسرطان خاصة سرطان الثدي وسرطان الرحم .
واقترح عالم الجراثيم أرنولد ويمان من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تقنية لزيادة مادة التاكسول القاتلة للسرطان بتزويد الفطر بالمزيد من الأكسجين ، أو معالجته بالهندسة الوراثية للحصول على سلالة جديدة من هذا الفطر تكون غنية بهذه المادة القاتلة للسرطان.




جميع الحقوق محفوظة لــ الغذاء الدواء 2017 ©